إنّ اكتشاف الجريمة والكشف عنها له آثار سلبية ومدمرة كثيرة على عامة الناس، ومع تزايد الأخبار عن ارتكاب جريمة ما، فإنّ الحساسية ورد الفعل تجاهها ستقلّ مع مرور الوقت، وبعد فترة قصيرة من الزمن، سيبدو ارتكابها أمرًا طبيعيًّا. إنّ هذه الحالة، أي الحد من بشاعة الجريمة، هي أفظع ظاهرة يمكن أن تدمر أمن المجتمع ونظامه، ويقول الله تعالى في هذا الصدد في الآية 19 من سورة النور: Pإِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَO؛ ولذلك فإنّ ستر الجرائم ومنع كشف القبح أمر مشدد في التعاليم الدينية، وقد أكد عليه في العديد من الآيات والروايات، ويمكن البحث في تجليات هذه القضايا الدينية والأخلاقية في مجال القوانين الجنائية الموضوعية والشكلية في مناقشة "الجرائم ضدّ العفة"، كما أنّ السلطات القضائية ملزمة، من أجل التغطية على الجرائم ضدّ العفة، بعدم التحقيق في اكتشاف الجريمة، كما يتمّ تشجيع المجرم نفسه على عدم الاعتراف بالجريمة، ويتم تشجيع الشهود وتوجيههم بعدم الإدلاء بشهاداتهم.