تُعدُّ المبادئ أساس قدرة أيّ نظام حقوقي على مواكبة متطلبات العصر، والنظام الحقوقي التوحيدي ليس استثناءً من هذه القاعدة، وفي ظل سيطرة النهج المادي على نظرية حقوق الإنسان المعاصر، فإنّ النظرة التوحيدية إلى حقوق الإنسان ليست ضرورية فحسب، بل تُعدّ رسالةً؛ ويهدف هذا البحث إلى الإجابة عن التساؤلات المحيطة بالمسألة الرئيسية للبحث: ماهية حقوق الإنسان وأسبابها وكيفية تطبيقها استنادًا إلى المبادئ التوحيدية لحقوق الإنسان وتحليل آثارها، وتكمن الفلسفة والوظيفة الأساسية للمبادئ التوحيدية في مواءمة حقوق الإنسان مع متطلبات العصر وفقًا لمبادئ «التوحيد، المعاد، الحكمة، العدالة، ومركزية الحقيقة»، وهذه المبادئ تجعل فكر الإيمان بالله، والتوجّه نحو الآخرة، والهدفية في الخلق، والتقييم العادل للحقوق والواجبات، والعقلانية التوحيدية سائدة في جميع أبعاد وجوانب الحقوق الفردية، الاجتماعية، السياسية، الثقافية، والاقتصادية للإنسان.
ومن آثار المبادئ التوحيدية: شعور الإنسان بالارتباط العميق بالله في التكوين والتشريع، وإدراك حق الله كمصدر لحقوق الإنسان، وخلود حقيقة الإنسان، وكرامة الإنسان، والواقعية، وفهم الحقائق الموضوعية، وإمكانية الوصول إليها في التشريع والترويج لحقوق الإنسان، وهذه الآثار يجهلها أو يغفل عنها أصحاب التوجّه المادي.